ورد ذكر القلم في ثلاث سور من القرآن هي : العلق ، القلم ، لقمان . 2. القلم : ما أعجب شأن القلم ؛ يشرب ظلمة ، ويلفظ نوراً ، وقد يكون قلم الكاتب أمضى من سيف المحارب . القلم سهم ينفذ في المقاتل ، وشفرة تطيح بها المفاصل . أبو حفص بن برد . 3. الأقلام مطايا الفطن . عمر بن مسعدة . 4. القلم بريد القلب ؛ يخبر بالخبر وينظر بلا نظر . عبد الله بن المقفع . 5. قالت العرب : عقول الرجال تحت أقلامها . 6. القلم أنف الضمير ؛ إذا رعف أعلن أسراره وأبان آثاره . سهل بن هارون . 7. وأهيف مذبوح على صدر غيره *** يترجم عن ذي منطق وهو أبكم تراه قصيراً كلما طال عمره *** ويضحي بليغاً وهو لايتكلم

المعاصي تمنع الرزق


يقول نبينا صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )
 عندما قرأت هذا الحديث تذكرت قول احد المشائخ عندما قال لو علمتم مافاتكم من الرزق بسبب المعاصي والذنوب لقتلتم انفسكم حسرات فتعال نبحر في روائع أبن القيم الجوزية - رحمه الله - حول أثر الذنوب والمعاصي على الفرد يقول رحمه الله وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة , والمضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه الا الله .
 1- فمنها : حرمان العلم , فإن العلم نور يقذفه الله في القلب , والمعصية تطفيء ذلك النور .
 ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته , وتوقد ذكائه , وكمال فهمه , فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية
 وقال الشافعي : شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
 وقال : اعلم بأن العلم فضلٌ وفضلُ الله لا يؤتاه عاصِ

من مجموعة نعم للقرآن 

  

يَحكون أنَّ فقهياً كان يمشي في أحد الطرقات ، وإذا بلصٍّ يمد يده ، و يخطف القُبعة التي كانت على رأسه ، ثم يُطلق ساقيه للريح ، فما كان من الفقيه إلا أن أخذ يجري خلف اللص ، وهو يقول : وَهَبتُك ، قل قَبِلت ، وهبتُك قل قبلتُ ... قد شعر الفقيه بأن من المؤكد أن الحاجة المُلَّحة هي التي دفعت ذلك الرجل إلى أن يرتكب جناية من أجل الحصول على شيء لا يكاد يساوي خمسة دراهم ، فَرقَّ قلبه له ، وأحب أن يُعلمه بأن له أن يمضي بالقبعة على أنها هدية أو هبة ، حتى يشعر براحة الضمير وهدوء الخاطر .

نحن اليوم في حاجة ماسَّة إلى طريقة تفكير ذلك الفقيه وإلى رِقَّة قلبه ونبل عواطفه ... حيث إن كثيراً من الأخطاء والتجاوزات التي تقع هنا وهناك لا تصدر في الغالب من أشخاص شرِّيرين أو عدوانيين ، إنها تصدر من أشخاص يمرون بظروف حرجة ، وقاهرة تجعلهم يخضعون لضغوطاتها ، فيفقدون رشدهم وصوابهم ، وتصدر من أشخاص يمرون بلحظات ضعف أمام مغريات قوية ، وأشخاص أساؤوا الفهم ، فساء سلوكهم ، وساءت مواقفهم ...وهكذا فإن المعرفة الكاملة صفح كامل . من السهل أن نتهم ، وأن نسيء الظن ، وأن نعاتب، ونعاقب، لكن من الصعب أن نتفهم دوافع السلوك السيِّئ والموقف الرديء ، ومن الصعب أن نعذر ، وأن نصفح ، ونواسي ، إن هذه الأمور تحتاج إلى شفافية ورقة وإبداع .

ما أجمل ونحن في بداية عام جديد أن نعقد العزم على أن نقبس من روح ذلك الفقيه وكرم ذاته حتى نرسِّخ في أعماقنا معاني العفو والتسامح والشفقة ...

إننا حين نقع في خطأ شنيع نبحث بجدية ومثابرة عن أولئك الذين يلتمسون لنا الأعذار ، ويتفهمون تداعيات أخطائنا ، مما يوجب علينا أن نفعل ما كنا نرجو من الناس أن يفعلوه ، وينهضوا إليه .

             
     التسامح هو القوة الناعمة التي تغري بموقف ذلك الفقيه ممن خطف قُبَّعته

 د.عبد الكريم بكار
في 1/1/ 1432هـ

 من منتديات لها اون لاين