ورد ذكر القلم في ثلاث سور من القرآن هي : العلق ، القلم ، لقمان . 2. القلم : ما أعجب شأن القلم ؛ يشرب ظلمة ، ويلفظ نوراً ، وقد يكون قلم الكاتب أمضى من سيف المحارب . القلم سهم ينفذ في المقاتل ، وشفرة تطيح بها المفاصل . أبو حفص بن برد . 3. الأقلام مطايا الفطن . عمر بن مسعدة . 4. القلم بريد القلب ؛ يخبر بالخبر وينظر بلا نظر . عبد الله بن المقفع . 5. قالت العرب : عقول الرجال تحت أقلامها . 6. القلم أنف الضمير ؛ إذا رعف أعلن أسراره وأبان آثاره . سهل بن هارون . 7. وأهيف مذبوح على صدر غيره *** يترجم عن ذي منطق وهو أبكم تراه قصيراً كلما طال عمره *** ويضحي بليغاً وهو لايتكلم

السبب الأول من أسباب السعادة




فكر واشكر


والمعنى أن تذكر نعم الله عليك , فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك (( وإن تعدوا نعمت الله لاتحصوها ))صحة في بدن،

أمن في وطن، غذاء وكساء، وهواء وماء، لديك الدنيا وأنت ما تشعر، تملك الحياة وأنت لا تعلم

(( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً ))عندك عينان، ولسان وشفتان، ويدان ورجلان ((فبأي آلاء ربكما تكذبان )) .

هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك، وقد بترت أقدام, وأن تعتمد على ساقيك، وقد قطعت سوق، أحقير أن تنام ملء عينيك

وقد أطار الألم نوم الكثير، وأن تملاً معدتك من الطعام الشهي، وأن تكرع من الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام،

ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام . تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم، وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى،

وانظر إلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام، والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول.


أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهباَ، أتحب بيع سمعك وزن " ثهلان " فضة، هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكما،

هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع، إنك في نعم عميمة وأفضال جسيمة، ولكنك لا تدري .

تعيش مهموماً مغموماً حزيناً كئيباً وعنك الخبز والدفء، والماء البارد، والنوم الهانىء، والعافية الوارفة،

تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود، تنزعج من خسارة مالية وعندك مفتاح السعادة، وقناطير مقنطرة

من الخير والمواهب والنعم والأشياء، فكر واشكر (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون)) فكر في نفسك،

وأهلك، وبيتك، وعملك، وعافيتك، وأصدقائك، والدنيا من حولك(( يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها )) .

من كتاب ثلاثون سبباَ للسعادة
للدكتور عائض القرني