من الأساليب العقلية
( التفاؤل والتشاؤم )
فإذا كنت تنظر إلى ما تحمله الحياة من مواقف واحتمالات جيدة فأنت متفائل .
وإن وجدت أنك تنظر للأحداث وكأنها فرضت عليك وتركزعلى التهديدات والمصاعب فأنت تميل إلى أسلوب التشاؤم .
أفضل الاحتمالات ( المتفائل )
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
يرى ويفكر ويحلم صاحب هذا الأسلوب من خلال نظرة تفاؤلية بالنسبة للأمور الحالية أو التي يتوقع حصولها في المستقبل , وقد درب عقله على أن ينظر للنواحي الإيجابية مهما كانت الصعوبات التي يقع بها أو المشكلات التي تحيط به.
وانظر إلى علي رضي الله عنه ونظرته المتفائلة حيث يقول :
كل النائبات إذا تناهت فموصول بها فرج قريب
وكما يقال ( اشتدي يا أزمة تنفرجي ) وهو عين التفاؤل .
يتميز صاحب هذا الاسلوب برسم رؤى مستقبلية جيدة نظرا لما يحمله بداخله من تفاؤل حيال ما يمكن القيام به , ويدفعه ذلك إلى التوجه نحو الأمور والعمل على إنجازها بكل قوة , لوجود تصورات إيجابية تجاه النتائج المتوقعة .
عيوب هذا الأسلوب .
ومن العيوب التي يقع فيها أنه يتجاهل وجود مشكلات حقيقية , ويستمر بالتفاؤل مع تضخم المشكلات وتراكمها مما يؤدي لفشل المشاريع أو سوء العلاقات في حياته دون أن يشعر بالمشكلة في الوقت المناسب .
فن التعامل مع المتفائل .
إنه شخص يميل إلى تجاهل المشكلات وعدم التفكير فيها , لهذا فمن الجدير بك أن تصنع معه توافقاً وأن تسايره فيما ذكر من نقاط تفاؤل وعليك ألا تعارضه تجاه مايحمله من تفاؤل بل ادعم ذلك بقليل من الاتزان , ثم بعد ذلك ابدأ بذكر بعض الإخفاقات التي حصلت سابقا نظرا لثقتنا المفرطة , إن مثل هذا الحديث ينقل تفكير الرجل من نقاط التفاؤل إلى نقاط التشاؤم قد لا يغير رأيه ولكن تلك الكلمات سيكون لها أثر في البدء بمسار تفكير مختلف عما تعود عليه .
أسوء الاحتمالات ( المتشائم)
وحسن ظنك بالأيام معجزة فظن شراً وكن منها على وجل
إن صاحب هذا الأسلوب يحمل تفكيرا يجعله يقدم احتمالات وقوع الشر على وقوع الخير . ومن خلال تكرار استخدام هذا الأسلوب من باب الحرص والحذر أصبحت لديه قدرة رائعة على اكتشاف المشكلات وتوقعها لأنه متوجه بطبعه إلى التفكير في المشكلات .
ويمكننا أن نحدد من يميل إلى هذا الأسلوب من خلال ملاحظة توجه الفرد إلى ذكر التحذيرات وإيجاد السلبيات وتعداد الملاحظات على أي عمل يعرض عليه ,كما أنه يميل إلى استخدام كلمات وعبارات تدل على الحظر والخسائر ووجود صعوبات ومعوقات أو تحديات ستعترض طريقنا
عرفت الشر لا للشر بل لأتقيه ومن لم يعرف الشر يقع فيه
عيوب هذا الأسلوب
إن تلك النظرة التشاؤمية تجاه الأحداث والمستقبل تجعل صاحبها في توتر وقلق مستمر , إنه يترقب الأسوأ ويتوقع أحداثا أكثر ألما وأشد قسوة , والنتيجة التي نتوقعها تجاه هذا النوع من التفكير هي عبوس الوجه وكدر القلب وتعب الجسد .
فن التعامل مع المتشائم .
عندما تختلف مع المتشائم فإنك تجد شخصا يتمسك برأيه بشدة ويكون ذا حدة وصرامة , وذلك لأنه يتوقع نتائج سيئة إذا لم تكن الأمور كما يحب ويرغب , لأنه يتصور وقوع المشكلات ولهذا يجب أن توافق صاحب هذا الأسلوب مبدئيا على تصوراته وعلى إيضاحاته ثم احرص على تفنيد المخاطر التي ذكرها وقد لا يكون ذلك مجديا إلا بعد مراحل من الصراع والتأكيد والبراهين التي تثبت ما تقوله .
من كتاب افهم نفسك وافهم الأخرين
لحسن الجوني
اترك حبر قلمك بتعليق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق