أول الأساليب العقلية
الاقتراب الابتعاد :
يقول حسن الجوني أنه يعمل العقل على النظر للأمور من إحدى زاويتين فهو إما أن يهتم بما يحقق له المتعة فيرغب به ويتجه إليه ويعمل من إجل الحصول عليها ولو قابل ذلك بعض الخسائر والألم فلا بأس ,وصاحب هذا الأسلوب يعرف بالشخص الاقترابي بمعنى أن
صاحب هذا الأسلوب يبحث عن المتعة ويسعى إليها حتى ولو كلفه ذلك بعض الألم فهو لا يبالي به بل يركز اهتمامه على المتعة , وهذا لا يعني أنه لا يخشى الألم بل تركيزه متمحور حول المتعة وما عداها لا يشغل باله .
ونوع آخر يهتم للألم ويحرص على تجنبه ويجتهد في الابتعاد عن الألم وما يمكن أن يسببه ويتجاهل المتعة ويتجنبها إذا رافقتها بعضا من الألم .و صاحب هذا الأسلوب يعرف بالابتعادي ( الحذر )
نجد ه يفكر في الألم ويرتب حياته بناء على تجنبه ماهو مؤلم , وإن عرضت له بعض الفوائد والمتع فلا بأس بها , إلا أن تجنب الألم أولى من البحث عن المكاسب , لهذا نجد أن تفكيره موجه نحو الألم , حتى لو رأى المتعة فلن يكترث لها لأن سعادته وراحته في تجنب الألم .
فأيهما أنت و حدد نوع الأساليب العقلية لمن حولك
كيف يمكننا أن نستثمر هذا الأسلوب في الإقناع والتأثير ؟
إذا كان الشخص يفضل التوجه نحو ما يحب (أسلوب الاقتراب ) فمن الجيد عند طلب أمر منه أن تحفزه نحو ما يحب وأن تتجنب صيغة التهديد والتخويف (الألم)
فإذا وجدت أحد أبنائك يفضل التفكير بأسلوب الاقتراب , فإذا رغبت في تحفيزه فركز دوما على ما يحبه ومايرغب به ,ولن يجدي نفعا أن تحذره من عواقب عدم فعل ما تحثه عليه . لأنه لا يفكر بهذه الطريقة ( عقله لا يستوعب هذا التحذير ولا يتعامل معه ) كأن تقول له إن عملت هذا العمل فسوف أكافئك بما تحب ... وستكون لدي من المقربين وستجد مني ما يسرك ...
فأنت بهذا تتعامل معه بنفس طريقة تفكيره الاقترابية .
أما إذا كان ابتعاديا فيجب عليك أن تحذره من مغبة عدم الفعل وأن تذكره بما سيقع عليه (مما يحذره هو) كقولك : إن لم تفعل ما طلبته منك فإني سأحرمك من مصروفك .. وستجد مني ما يزعجك .. فهذه هي الصيغة التي يفهمها عقله جيدا ويفضلها .
يفسر لنا هذا عدم اقتناع البعض بما تحاول أن تقنعهم به رغم حجتك القوية ورجاحة وجهة نظرك , ويعود سبب ذلك إلى أنك لم تحفز أسلوبه العقلي المفضل . فأنت تحاوره في نقاط مؤثرة وحساسة ولكنك تستخدم الطريقة الخطأ في هذا الحوار , فأنت تستخدم صيغة لا يستخدمها عقله ولا يحبها بل أنت من يحب تلك الصيغة , لهذا أنت تزداد اقتناعا بما تقول وهو يزداد نفورا .
ويحضر شخص آخر ويبدأ في إقناعه لتجده يقتنع بسرعة رغم أن الآخر لم يأت بأي معلومة جديدة بل أعاد صياغة كلامك بطريقة يفهمها ذلك الشخص , لهذا اقتنع بما قال له دون جهد أو عناء ,.
من كتاب افهم نفسك وافهم الآخرين
اترك حبر قلمك بتعليق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق